
صدر حديثًا عن دار الرافدين في بغداد كتاب جديد للأستاذ الدكتور صالح الشحري بعنوان “صدى السنين الحاكي.. سير من الخليج والجزيرة”، يرصد فيه ثمانين سيرة ذاتية وغيرية لشخصيات من الخليج العربي والجزيرة العربية، في محاولة لإعادة الإنسان إلى مركز الصورة بعيدا عن طغيان مشهد “مجتمعات النفط”، وإبراز أثر التحولات الاجتماعية والإنسانية التي شهدتها المنطقة. استهل المؤلف كتابه ببيتي الشاعر أحمد شوقي الشهيرين: “يا جارة الوادي طربت وعادني ما يشبه الأحلام من ذكراكِ مثلت في الذكرى هواك وفي الكرى والذكريات صدى السنين الحاكي” لتكون مدخلًا للكتاب. ويشير الشحري في المقدمة إلى أن كتب السير تمثل “التاريخ الشعبي” الذي يعكس حياة الناس وتحولاتهم، مقابل “التاريخ الرسمي” الذي يركز غالبًا على الأحداث الكبرى وصناعها، ويرى أن قراءة السير تكشف الأثمان التي دفعتها المجتمعات لصناعة التاريخ، بما لا توضحه المرويات التقليدية. ويكشف المؤلف أن هذا الإصدار جاء استجابة لتشجيع أصدقائه وقرائه بعد نشر ملاحظاته حول كتب السير في حسابه على “فيسبوك”، مقدما شكره لمجلة “اليمامة” التي نشرت جانبًا من هذه المقالات. ويضم الكتاب شخصيات بارزة مثل الملك فيصل، أحمد السباعي، غازي القصيبي، حمزة المزيني، الأمير محمد الفيصل، عبدالعزيز خوجة، عبدالرحمن الشبيلي، محمد العجيان، علي الطنطاوي، عابد خزندار، هاشم عبده هاشم، وغيرهم من الاسماء التي أثرت المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي في المملكة والعراق. ويؤكد الشحري في كلمة الغلاف أنه تعمّد اختيار سير معاصرة تعكس حجم التغيرات الاجتماعية الهائلة في المنطقة، مشددا على أنه لا ينحاز إلى ماض يقال إنه أجمل، بل يتطلع إلى مستقبل تصنعه هذه التحولات، ويرى أن هذا الكتاب يمثل خطوة أولى نحو سلسلة أوسع تتناول حياة أهل الخليج والجزيرة العربية وتعيد قراءة التاريخ بعيون أبطاله العاديين. الكتاب جاء في 408 صفحات، جامعا بين السرد التوثيقي ورؤية تحليلية تجعل منه إضافة مهمة إلى مكتبة السير العربية.