محمد سعيد الخنيزي..

المحامي الذي ترافع عن الشعر.

عرفت الشاعر والأديب محمد سعيد بن الشيخ علي الخنيزي عند زيارتي للقطيف والمشاركة في معرض الكتاب السنوي الذي كان يقيمه مركز الخدمة الاجتماعية، وكانت فرصة أن ألتقي ببعض أدباء المنطقة على هامش المعرض، وكان أحدهم الأستاذ محمد الذي تم التسجيل معه بمنزله بالقطيف بتاريخ 14/2/1416هـ 1996م على مدى ثلاث ساعات. سرد ملخصاً لسيرته الذاتية. ولم يكتف بما سرد بل وعدني بنسخة من سيرته الموسعة عند طباعتها. وفعلاً بعث لي فيما بعد مجلدين يحملان اسم (خيوط من الشمس.. قصة وتاريخ) 2000م ط1، 740 صفحة. كتب عليه الاهداء التالي: “هذه صفحات من كتاب حياتي أقدمها إلى الأستاذ الكبير والأديب ذي الآفاق الواسعة محمد القشعمي (أبي يعرب) ذكرى ورمزاً للمودة بيننا.. هذا مع المجلد الثاني. المؤلف محمد سعيد الشيخ علي الخنيزي 1419هـ 2006م. قال إنه ولد في السابع من شهر رجب 1343هـ الموافق للثاني من شهر فبراير عام 1925م، وقد تعرض لرمد في عينيه في حدود الخامسة من عمره، وكان والده في رحلة تعليمية، فتقدمت إحدى المتطببات التي اقترحت إغلاق العينين لثلاثة أيام، وعدم غسلها بالماء إلا بعد هذه المدة، وقال كان فتحها هو إغماضها، وبعد عودة والده عرضه على طبيب بدائي، وصف له علاجاً من الكحل لا يوجد الا في البحرين، أحضر العلاج وعاد بصيص من الضوء. وعند إكمال السابعة من عمري وضعني والدي في كتاّب الشيخين محمد صالح وميرزا حسين البريكي، ثم في المدرسة الرسمية التي افتتحت عام 1355هـ وكان مديرها السيد رضوان من المنطقة الغربية وكانت المدرسة تصرف للطلاب الدفاتر والأقلام، وبعض المكافأة، وبدل (خاكية) في زي موحد للطلاب. ورغم هذه المغريات إلا أنها لم تلق إقبالاً للالتحاق بها، إذ أشيع أن هذه المدرسة فاتحة إعداداً للجندية، والدليل توحيد الزي الخاكي لأن هذا الزي هو شعار الجندية. وقد تقلص ظلها التعليمي فاقتصر تعليمها على كتاب الله، وبعد مدة أغلقت، فعادت القطيف تعيش على مائدة الكتاتيب. حاول علاج عينيه بمستشفى أرامكو والعراق ولم يستفد.. وبقي يسرد بالتفاصيل سيرة حياته. ولهذا سنكتفي منها بما سبق، ونعود إلى ما قيل عنه في المراجع. ترجم له سعيد أحمد الناجي بـ (معجم أعلام القطيف) “من مواليد قلعة القطيف (1343هـ) أديب وشاعر وناقد ومؤرخ ومحام من أعلام البلاد البارزين، ونائب لرئيس مجلس بلدية القطيف لثلاث دورات متتالية. تعلم على يد والده الشيخ علي أبو الحسن الخنيزي وغيره.. أصيب برمد في عينيه وهو في الخامسة وفشل العلاج أدى إلى خواء عينه اليمنى. وفي العشرين من عمره فقد والده فتألم إحباطاً وحزناً وخوفاً من مستقبل قاتم حتى قال: أرى من زوايا حياتي غدي فأبصره روضة ذاويه توقف عنها معين الحياة وغارت جداولها الشادية حياتي مبطنة بالظلام يبث بها الدهر أخطاره أرى من زوايا حياتي غدي فأبصره جثة هامدة وبعد استعراض لبعض محطات حياته وبعض قصائده.. ذكر شيئاً من حياته الاجتماعية.“وتزوج الأستاذ محمد سعيد من كريمة الشيخ محمد صالح المبارك، ولديه من البنين الذكور صالح الأستاذ علي والمهندس أديب والدكتور وديع والإداري نبيه ومن البنات فوزية وفردوس.. وذكر من مؤلفاته: 1- النغم الجريح (شعر). 2- شيء اسمه الحب (شعر). 3- شمس بلا أفق (شعر). 4- مدينة الدراري (شعر). 5- كانوا على الدرب (شعر). 6- خيوط من الشمس – قصة وتاريخ (جزئين في مجلدين). 7- الشعر ودورة الحياة (نقد من أربعة أجزاء في مجلدين). 8- تهاويل عبقر (شعر). 9- العبقري المغمور (شعر). 10- أضواء من النقد في الأدب العربي (نثر – مخطوط). 11- أجراس حزينة. (نثر- مخطوط). 12- أوراق متناثرة (نثر – مخطوط). 13- أشباح في الظلام. 14- على هامش الذكرى. قابله فؤاد نصر الله بمجلة اليمامة بالعدد 1469 في 20/4/1418هـ قال إنه من رواد الحركة الشعرية الرومانسية في المنطقة الشرقية.. وكان مع مجموعة من أدباء القطيف أطلق عليهم (النادي السيار).لأن جلساتهم متنقلة. وقال: “لم يدر في خلدي أن أتجه إلى وظيفة ما سواء كانت رسمية أو للقطاع الخاص، ولكني خططت لنفسي طريقاً يناسب حياتي العلمية لأستفيد منها في العمل واخترت المحاماة وهي مهنة شريفة إذا استعملت في طريق الحق فاخترتها ونزلت إلى ميدان العمل بها وذلك سنة 1374هـ وتركت العمل سنة 1415هـ لأتفرغ للحياة الأدبية وأعطيها كل ما أملك من حياتي الفكرية”. وقال إجابة لسؤال أيهما أفضل جيل الأمس أم جيل اليوم؟ فأجاب: “لا يصح أن نقول إن جيلاً أفضل من جيل آخر لأن لكل جيل سلبياته وإيجابياته، فلابد أن نبحث عن سلبيات ذلك الجيل وإيجابياته، ونقارن بينه وبين الجيل الآخر، فإذا كثرت إيجابياته على سلبياته كان أفضل منه، وكذا العكس.. الخ”. - وترجم له أحمد سعيد بن سلم بـ (موسوعة الأدباء الكتاب السعوديين خلال مئة عام) ط2، ج1، “ولد بالقطيف عام 1343هــ ، تلقى علومه بها على يد والده، ثم فقد والده وفقد عينيه، واستمر في تلقي العلم الشرعي والعلوم العربية على العلماء وزاول المحاماة في المحاكم الشرعية.. وذكر 8 من مؤلفاته” ص390. - اختار له الدكتور عبدالله المعيقل في (موسوعة الأدب العربي السعودي الحديث) في المجلد الثاني الشعر قصيدتين (من لهيب الحرمان) من ديوانه (شيء اسمه الحب). و(الصيف) من (مدينة الدراري)، واعتبره من جيل التجديد. ونختار القصيدة الأخيرة لقصرها وهي (الصيف). هذا القطيف قصيدة سحرية فيه يموج السحر بالألوان الصيف عاد له فرد شبابه في نغمة الأخيار والبستان والنخل: أعراس، وظل وارف وكأنها أحلام قلب عان في صدرها رطب جني هانئ يبدو كمثل اللؤلؤ الفتان تحنو على جرح الجياع فيرتوي من نبعها الصافي بكل حنان وعرائس الأشجار في كف الصبا تهتز مائسة كمثل غوان - وترجم له الدكتور ظافر الشهري بـ (قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية) ط1، ج1، قال أنه من مواليد 1353هـ/ 1924م [وقد أخطأ بالتاريخ الهجري إذ الصحيح 1343هـ وأصاب بالميلادي]. قال عنه بعد أن استعرض موجزاً لحياته العلمية والعملية: “يعد من شعراء المملكة والخليج العربي البارزين الذين قاموا بدور رائد في تجديد الكلمة الشعرية شكلاً ومضموناً، وإن كان تجديده الشعري ينصب على المضامين والأفكار أكثر من أي جانب آخر. وهو يتمتع بموهبة شعرية قوية، وعاطفة صادقة، وله مكانة في الأدب الحديث، تمتاز قصائده بقوة معانيها، وصدق عباراتها، وتصوير الحزن في إطار من القلق والشكوى والتيه في غياهب السراب، وهو من الشعراء الذين يحرصون على اختيار اللفظ، وتذوق الجرس الموسيقي، وقد انعكس حزنه على أسماء دواوينه الشعرية حتى غدا ذلك ظاهرة لافتة جعلت كثيراً من النقاد والدارسين يشيدون به، ويتناولونه بالدراسة والنقد والتحليل، وأفسحت له الصحف والمجلات في صفحاتها، فنشر بعض أشعاره في المجلات اللبنانية والعراقية والكويتية والبحرينية والسعودية، وشارك في عدد من الأمسيات والتجمعات الشعرية على مستوى المملكة والخليج والوطن العربي” ص492 . - ترجم له الدكتور علي جواد الطاهر بـ (معجم المطبوعات العربية في المملكة العربية السعودية) ط2، ج3 “ولد بالقطيف 7 رجب 1343هـ، نشر شعره في مجلات (صوت البحرين) و(الأديب) و(العرفان). جاء في كتاب عبدالرحمن العبيد: (الأدب في الخليج العربي)، ط1، 1377هـ 1957م (له آثار مخطوطة.. أشهرها هذه الدواوين الشعرية الثلاثة: (الأغاريد) و(ورود الصباح) و(إليها). وذكر ديوانه (النغم الجريح) “جاء على الغلاف الأخير من الديوان: تميز بأسلوبه الحزين وخياله المجنح، جمع من شعره ثلاثة دواوين النغم الجريح، ورود الصباح، وإليها، ولدى مقابلة هذه الأسماء بالأسماء التي وردت في كتاب (الأدب في الخليج) يمكن أن نستنتج أن النغم الجريح هنا كان اسمه المقترح هناك: الأغاريد”. وقال إنه “شاعر جدير بالاهتمام، ويدل على أصالة وإبداع، وجديد في الروح والفكر، يختلف كثيراً عن الشعراء السابقين عليه في القطيف، ويبدو أن ظروفاً مختلفة حالت دون مواصلة النتاج والطبع والإسهام المباشر في مواصلة الحركة الأدبية الجديدة التي قامت بالقطيف..” ص115. وما زال أبو علي رغم تجاوزه المئة من عمره يستقبل الأدباء ويحاورهم، ويزورونه بين وقت وآخر.