الفهرس

من بين الظواهر السلبية التي فرضت حضورها في واقعنا المحلي، نسلّط الضوء في هذا العدد على قضية الإسراف وتبذير الأموال، التي باتت مزدهرة في الواقع، وفي وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من أي وقت مضى؛ حيث يتحوّل الإنفاق على الكماليات إلى استعراض معلن، تارة باسم الحرية، وتارة في شكل من أشكال المباهاة والاستعراض. هل ذلك حرية شخصية، أم مسؤولية دينية واجتماعية تستحق التوقف والمراجعة؟ وقد اختار فريق التحرير هذه القضية موضوعا للغلاف لما تحمله من دلالات على تحوّلات القيم والسلوك في عصر الصور القصيرة والمظاهر السريعة. في استطلاع هذا العدد، نناقش سؤالا آخر لا يقل عمقا: هل التعليم محصور داخل أسوار المدارس والجامعات، أم أن الحياة نفسها يمكن أن تكون مصدرا لا ينضب للمعرفة؟ نطرح هذا المحور على نخبة من الكتّاب والأدباء الذين استعادوا تجاربهم الشخصية مع التعلّم خارج الفصول، وتشاركوا رؤاهم حول المعنى الأوسع للتعليم. وفي الملف، نفتح بابًا مختلفًا على المستقبل، حيث نقرأ في “الأدب بتطبيقات الذكاء الاصطناعي” كيف وجدنا أنفسنا أمام منتج أدبي لم يُكتب على الورق، بل تولّد من خوارزميات لا تخضع تمامًا لتصوّراتنا، ولا تنتمي بالكامل إلى أفقنا الإبداعي. وفي “وجوه غائبة”، نستعيد سيرة الشاعر الراحل حمد الحجي، الذي لُقّب بـ”شاعر الألم والمعاناة”، ولفت الأنظار مبكرا بأشعاره العذبة، قبل أن تخبو جذوة الشعر داخله بسبب صراعه الطويل مع المرض النفسي. ومواكبة لعام الحِرف اليدوية، الذي ترفع المملكة شعاره طوال العام الميلادي الجاري، نسلّط الضوء في صفحة “حِرفة في اليد” على صناعة الشِّباك وأدوات الصيد التقليدية، في محاولة لتوثيق ذاكرة المهنة وتقدير مهارة الحرفيين الذين شكلوا ملامح البحر بأيديهم وأدواتهم. وفي زاوية “أعلام من الظل”، يكتب محمد القشعمي عن محمد الراجح، الذي عُرف بدوره الريادي في مجالي الرياضة والعمل الخيري في مدينة حائل. أما في “حديث الكتب”، فيقدّم الدكتور صالح الشحري قراءة في كتاب “المرتزقة قادمون”، الذي يحفر في سؤال حاد: كيف يصبح القتل مشروعًا استثماريا؟ وفي “المرسم”، نطلّ على تجربة الفنان التشكيلي العراقي رافع جاسم، بعد أكثر من ستين عاما قضاها في الرسم، بين اللون والمأساة، والحنين والأسى.