الفنانة الإماراتية فاطمة لوتاه:

اللوحة تنقلني بين بياضها إلى بياض آخر .

الفنانة الإماراتية فاطمة لوتاه؛ اخذها الحلم والحب للتعلم باكرا للفن ودروب الحياة، فكانت بغداد وامريكا وإيطاليا محطات لنوافذ مشعة بكثافة في لوحاتها، اخذت على عاتقها استحضار المرأة العربية فراحت على مهل ترسم حضورها اللوني بوعيها الخاص، ترى الوجود وموسيقاه الخاص ينطبق على اللوحة التي بوصفها ضوء لا حد له، مقتصدة في الكلام حد الزهد، وكريمة كحاتم الطائي بلونها الذي يشبه قوس قزح، نحن هنا في اليمامة نطرق ابواب دهشتها من اجل المزيد من الجمال. يقول بيكاسو :” الرسم طريقة أخرى لكتابة المذكرات” ؛ لو قدر للفنانة لوتاه ان تعمل لوحة  (جرنيكا ) عصرها ماذا ستعمل؟! كنت تركتها بيضاء... ودعوت اطفال العالم يرسمون عليها عالمهم... حب وحمام أبيض يطير في منقابه غصن زيتون... كنت جعلت من صوت خطواتهم سيمفونية الربيع لفيفالدي يتطاير منها زهور في رقصه سلام .     مابين دبي وفيرونا والقاهرة وبعض ذاكرة قديمة في بغداد؛ مالذي وهبته المدن للفنانة لوتاه؟! دبي هي القلب.. حبي الاول والاخير.. رسمتني بترابها.. لأرسمها بكحل العين.. حب ووفاء. فيرونا احتوتني فنيا.. إيطاليا بكاملها في الثمانيات كانت لي قاعدة انطلقت منها لعالمي الملون، بعد أمريكا وبغداد.. عالمين مختلفين وفي الاختلاف كبرت ..      هل ترك اللوحات دون عناوين او اسماء وسيلة احتجاج تتخذها لوتاه تجاه بشاعة ما يحصل في العالم أم أن لك رأي آخر؟ قد يحدها العنوان.. لما العنوان وهي في ذاتها كل العناوين. هي طاقه تعكس من قلب رسمها في لحظة لقاء..  صدفة النور بلا عنوان.       تحضر المرأة في اعمالك كصوفية في صومعتها أو باهرة الجمال في رقصة الحصاد؛ أهي حالة الحب الأزلية التي ترافق أحلام المرأة في تجلياتها؟!  كدرويش يدور حول نفسه راغب في اللقاء.. كما الارض.. حول الشمس.. تلف نفسها رغبة في النور .. كما انا.. واللون ولوحه بيضاء.      تتعاضد الفنون جميعها لتخلق عملا ساميا خلاقا، هل سبق وتعانقت أعمالك وفنون اخرى كالشعر والموسيقى في عمل حاضرا او مستقبلا؟!  كتبت شعرا.. قد تكون حروفا مرسومة لصدأ صوت أبي وأمي.. شوقا لهم.. وشوقا لأرض حبها في قلبي كثير.      ما سر هذا الحزن المتأصل في المرأة بلوحاتك؛ اهي محاكاة للمعانات اليومية للمرأة العربية ام ان هنالك حكاية أخرى وراء اللوحات؟  هل الصمت.. حزن، صامتة هي، ففي الصمت لها مع النور لقاء .     متنقلة بين الواقعية والتعبيرية والتجريدية وكأنك تكتبين نصا حداثيا غير مستقر على شكل غير الفن الصادق؛ هل هو الوعي بالحالة أم القلق من تلبس الروح لمدرسة بعينها؟!!  لا استطيع ان افسر لك ما وراء هذا التنقل .. فأنا  لا اخطط أي لوحه هذا اليوم تجد الميلاد.. هي التي تخططني.. تنقلني بين بياضها إلي.. بياض آخر.. تحدده اللحظة.     في رسالة فان جوخ إلى شقيقه ثيو يقول: “ أريد ان ابتكر خطوطا وألوانا جديدة، غير تلك التي يتعثر بصري بها كل يوم” ؛ برأيك كيف للفنان ان يخلق لونا جديدا في فهم فان جوخ؟! في ذات الرسالة يقول فان جوخ: “ اليوم رسمت صورتي الشخصية ففي كل صباح، عندما أنظر إلى المرآة اقول لنفسي: ايها الوجه القبيح لماذا لا تتجدد؟ ؛ بهكذا غضب وبحث دائم عن الجديد، يجد الفنان نفسه في دوامة البحث للأشياء الجميلة الجديدة، برأيك كيف يكون إيجاد كل ذلك ممكنا؟!! كل ما يبحث عنه الفنان هو اللقاء بنفسه على كل سطح يرسمه.. الكل يبحث.. والمحظوظ.  .....      لمن تقرأ لوتاه هذه الايام واي موسيقى تأخذها بعيدا عن صخب العالم وقت العزلة؟ موسيقى الكون في لحظه صمت.. أجمل سيمفونية.. حياه وحب ونور ووووالله.