
تحول حلم سكان مدينة الرياض إلى حقيقة بعد تدشين قطار الرياض أواخر العام الماضي، وحقق المشروع إقبالًا كبيرًا من سكان العاصمة وزوارها فور تدشينه، حيث حرصوا على معايشة أحد أكبر المشاريع في الرياض من أرض الواقع، والذي تم تنفيذه وفق أعلى المواصفات العالمية. فكرة قطار الرياض كما قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض ـ حفظه الله ـ هي «ثمرة من ثمار غرس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ رعاه الله ـ وانطلاقًا من رؤيته الثاقبة ـ أيده الله ـ عندما كان رئيسًا للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض». وأجرت (الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض - الهيئة الملكية لمدينة الرياض حاليًا) العديد من الدراسات المختلفة ضمن «مشروع النقل العام بمدينة الرياض» حول الوضع الراهن للعاصمة واحتياجاتها الحالية والمستقبلية من قطاع النقل العام، وتحديد أفضل الحلول والخيارات لتأسيس نظام نقل عام مستديم يتلاءم مع واقع المدينة وخصائصها العمرانية والسكانية والمرورية. وقد خلصت هذه الدراسات إلى وضع (الخطة الشاملة للنقل العام في مدينة الرياض)، التي اشتملت على تأسيس شبكة للنقل بالقطارات وشبكة موازية للنقل بالحافلات، تعمل على احتواء متطلبات التنقل القائمة والمتوقعة في المدينة، وتوجت هذه الخطة بصدور قرار مجلس الوزراء القاضي «بالموافقة على تنفيذ (مشروع النقل العام في مدينة الرياض - القطار والحافلات)، وإطلاق الهيئة عملية كبرى لتأهيل الائتلافات العالمية للمنافسة على تنفيذ المشروع، وصدور الموافقة السامية الكريمة على ترسية عقود تنفيذ مشروع «قطار الرياض» على (ثلاثة ائتلافات) تضم أكثر من 19 شركة عالمية كبرى تنتمي لـ 13 دولة. خادم الحرمين الشريفين يدشن الانطلاقة افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ أيده الله ـ يوم الأربعاء 25 جمادى الأولى 1446هـ، الموافق 27 نوفمبر 2024م، مشروع قطار الرياض، الذي يُعد العمود الفقري لـ «شبكة النقل العام بمدينة الرياض» وأحد عناصر منظومة النقل في المدينة. وشاهد، أيده الله، فيلمًا تعريفيًا عن المشروع الذي يمثّل أحد المشروعات الكبرى التي تشهدها المملكة خلال هذا العهد الزاهر، ويتميز بمواصفاته التصميمية والتقنية العالية، ويتكون من شبكة تشمل 6 مسارات للقطار بطول 176 كيلومترًا، و85 محطة، من بينها 4 محطات رئيسة. وفي خطوة تعكس طموحات الرياض لتكون المدينة الأولى عالميًا، ببنية تحتية متطورة، أُنجز مشروع إنشاء 85 محطة قطار، من بينها أربع محطات رئيسة تُعد جوهر هذا الإنجاز الضخم، صُممت المحطات بمواصفات هندسية حديثة تجعلها وجهة متعددة الاستخدامات تجمع بين الجمال المعماري والكفاءة الوظيفية، حيث تنقسم المحطات إلى 34 محطة علوية، و4 محطات على سطح الأرض، و47 محطة تحت سطح الأرض. وتتربع المحطات الأربع الرئيسية على قائمة عوامل الجذب للمشروع، وهي: محطة مركز الملك عبدالله المالي (KAFD) ومحطة STC ومحطة قصر الحكم والمحطة الغربية، وتقع هذه المحطات في مناطق حيوية ذات كثافة عالية، وتشكل نقاط التقاء لعدة مسارات للقطار ونظام نقل الحافلات، مما يعزز كفاءة التنقل داخل المدينة، كما تقدم هذه المحطات خدمات متكاملة تشمل مواقف للسيارات، وخدمات العملاء، ومنافذ بيع التذاكر، ومجموعة من المحلات التجارية والمطاعم، ما يجعلها مراكز حضرية متكاملة. وتم اختيار تصاميم المحطات من خلال مسابقة معمارية دولية شاركت فيها كبرى الشركات الهندسية العالمية، جاءت التصاميم من نخبة من الأسماء البارزة عالميًا، منها: شركة زها حديد (بريطانيا) لمحطة مركز الملك عبدالله المالي، وشركة سنوهيتا (النرويج) لمحطة قصر الحكم، وشركة جيربر (ألمانيا) لمحطة STC، وشركة دار الدراسات العمرانية (السعودية) للمحطة الغربية. ستة مسارات وخطة تشغيل تتابعي أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض مواعيد تشغيل مسارات قطار الرياض الستة بشكل متتابع، والمسارات الستة هي: المسار الأول «الأزرق»: محور شارع العليا - البطحاء بطول (38 كيلومترًا) ويوجد فيه (25) محطة، والمسار الثاني «الأحمر»: طريق الملك عبدالله بطول (25.1 كيلومترًا) وفيه (15) محطة، والمسار الثالث «البرتقالي»: محور طريق المدينة المنورة بطول (41.1 كيلومترًا) ويضم (22) محطة، إضافة إلى المسار الرابع «الأصفر»: محور طريق مطار الملك خالد الدولي بطول (29.7 كيلومترًا) وفيه (10) محطات، والمسار الخامس «الأخضر»: طريق الملك عبدالعزيز بطول (13.3 كيلومترًا) ويشتمل على (12) محطة، والمسار السادس «البنفسجي»: محور طريق عبدالرحمن بن عوف - طريق الشيخ حسن بن حسين بطول (28.8 كيلومترًا) ويوجد فيه (11) محطة. وتبلغ الطاقة الاستيعابية لجميع مسارات قطار الرياض (مليون و300 ألف راكب يوميًا) في مرحلة التشغيل الأولي، فيما تبلغ الطاقة القصوى (3 ملايين و600 ألف راكب يوميًا). تصاميم رائعة لمحطات القطار يزدان قطار الرياض بأربع محطات رئيسية غاية في الروعة والجمال والإبداع الهندسي، تجمع بين الهندسة الحديثة والعمارة القديمة، وهي: محطة مركز الملك عبدالله المالي (KAFD)، ومحطة STC، ومحطة قصر الحكم، والمحطة الغربية. واختيرت هذه المناطق الحيوية بسبب الكثافة العالية ومواقعها المحورية، وتشكل نقاط التقاء عدة مسارات للقطار ونظام نقل الحافلات؛ مما يعزز كفاءة التنقل داخل المدينة، وتقدم هذه المحطات خدمات متكاملة تشمل مواقف السيارات، ومنافذ بيع التذاكر، وخدمات العملاء، ويوجد فيها محال تجارية ومطاعم. وراعت التصاميم لمشروع قطار الرياض معايير الاستدامة واستخدام مواد صديقة للبيئة، مع التركيز على الجوانب التشغيلية وسهولة الصيانة المستقبلية، ما يعكس رؤية المشروع نحو تحسين البيئة العمرانية. ويضم المشروع أسطولًا مكونًا من 190 قطارًا و452 عربة، تم تصنيعها من قبل كبرى الشركات العالمية: سيمنز (ألمانيا)، وبومبارديير (كندا)، وألستوم (فرنسا). وتميزت القطارات بتصميم عصري مستوحى من «وجه مبتسم»، ما يعكس ترحيب الرياض بسكانها وزوارها، كما اعتمدت ألوانًا مميزة لكل مسار لتسهيل التنقل بين خطوط الشبكة. ويشتمل المشروع على 19 موقعًا لمواقف السيارات تتوزع على مختلف مسارات الشبكة، بسعات تتراوح بين 400 و600 سيارة، لتشجيع التنقل عبر القطار بدلًا من السيارات الخاصة، إضافة إلى أكثر من 7 مراكز لصيانة ومبيت القطارات موزعة على أطراف المدينة، لضمان استمرارية التشغيل بكفاءة. ويُعد هذا المشروع نقلة نوعية في مجال النقل العام بمدينة الرياض، حيث يجمع بين الابتكار، الراحة، والاستدامة، ليشكل أساسًا متينًا لمستقبل حضري أكثر اتصالًا وتنظيمًا، ويمثل نموذجًا يحتذى به للمدن الكبرى حول العالم. 18 مليون مستخدم في فترة وجيزة كشفت الهيئة الملكية لمدينة الرياض في 14 فبراير الماضي، عن وصول أعداد مستخدمي قطار الرياض، إلى ما يقارب من 18 مليون مستخدم عبر ما يزيد على 162 ألف رحلة، قطعت نحو 4.5 ملايين كيلومتر على مختلف مسارات القطار الستة، منذ انطلاق تشغيل الشبكة في تاريخ 1 ديسمبر 2024. وبيّنت الهيئة أن «المسار الأزرق - محور العليا البطحاء» يُعد الأعلى استخدامًا من بين بقية المسارات، حيث بلغ عدد مستخدمي المسار خلال هذه الفترة، ما يقارب من 10 ملايين مستخدم، فيما استقبلت «محطة المركز المالي أكبر عدد من المستخدمين، بأكثر من ثلاثة ملايين مستخدم. وفي 25 فبراير الماضي، دشنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض «محطة قصر الحكم» ضمن شبكة قطار الرياض، إحدى المحطات الأربع الرئيسية في الشبكة، ومركزًا حيويًا يربط بين «المسار الأزرق والبرتقالي» من القطار مع شبكة الحافلات، ويخدم المنشآت الإدارية والقصور والساحات والأسواق التاريخية والمراكز التجارية والمواقع السياحية وسكان الأحياء في منطقة قصر الحكم بوسط مدينة الرياض. وتتميز «محطة قصر الحكم» بتصميمها الذي يمزج بين الأصالة والمعاصرة، والمستوحى من مبادئ «العمارة السلمانية، الذي يشتمل على «ستار فولاذي» لامع يربط بصريًا بين مستويات المحطة المتعددة ومحيطها الخارجي، ويُسهم في انعكاس ضوء النهار إلى داخل المحطة، في الوقت الذي يوفر فيه الظل للمناطق والمسطحات المفتوحة المحيطة بالمحطة. وتضم المحطة «حديقة خضراء مبتكرة» تتيح للركاب الجلوس والراحة أثناء انتظارهم لرحلاتهم على القطار، مما يُعزّز من وظائف المحطة المتعددة، والتي من بينها تقديم مساحة عامة جذابة تسهل اللقاء والتفاعل بين سكان المدينة وزّوارها. وشيّدت المحطة على مساحة (22،500 ألف متر مربع)، و (88 ألف متر مربع) من مسطحات البناء، وتتألف من (7 أدوار) بعمق (35 مترًا) تحت الأرض، وتتضمن (17 مصعدًا كهربائيًا) و(46 درجًا كهربائيًا)، والعديد من المتاجر والخدمات والمرافق العامة، واللوحات والمجسمات الفنية.