ما الدروس المستفادة من فصل الصيف؟

سؤال وجواب

س - ما الدروس المستفادة من فصل الصيف؟ ج - قال الله تعالى: {إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ} [سورة قريش: 2]، فالصيف موسم قدّره الله لحِكَم عظيمة ومنافع عديدة، منها نضج الرُّطَب والفواكه وغيرها، {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [سورة التوبة: 60]، يعلم ما يصلح لعباده في دينهم ودنياهم ويحكم أمرهم: {لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [سورة الرعد: 41]. وفي صحيح مسلم (617) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: “إِذَا كَانَ الحَرُّ، فَأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، وَاشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَأَذِنَ لَهَا فِي كُلِّ عَامٍ بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ”. وقد نقل ابن رجب - رحمه الله - في “فتح الباري” (4/242) اتفاق أهل العلم على سُنِّيَّة الإبراد بصلاة الظهر عند اشتداد الحر، ومعنى الإبراد بصلاة الظهر: أن لا يُؤذَّن لها إلا في آخر وقتها، بحيث يخرج المسلمون خروجًا واحدًا لصلاتي الظهر والعصر، فيصلون الظهر في آخر وقتها، ثم يُؤذَّن للعصر فيصلونها في أول وقتها، تيسيرًا على الأمة عند اشتداد الحر، وعلى المسلم أن يتذكّر مع اشتداد الحر قول الله تعالى: {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} [سورة التوبة: 81]، فليَسْعَ للخلاص منها بتوحيد الله عز وجل، واتباع النبي - عليه الصلاة والسلام -، وأداء الواجبات، وترك المحرمات، وفعل ما تيسّر من المندوبات، والابتعاد عن المكروهات والمشتبهات. وفي بلادنا - حرسها الله - تتوالى نداءات الجهات المختصة بعدم التعرّض لأشعة الشمس في فصل الصيف، وبعدم إبقاء المواد القابلة للاشتعال في السيارات والأماكن المكشوفة، ولنحمد الله على هذه النِّعَم التي نتقلّب فيها في هذه المملكة الطيبة، من ظهور الدين، ورغد الدنيا، ومنها الماء البارد ووسائل التكييف التي تُنسينا حرارة الصيف، ولله الحمد والشكر، ثم الشكر موصول لقيادتنا الحكيمة التي تسهر على توفير أرقى الخدمات لأبنائها من المواطنين والمقيمين، والحمد لله رب العالمين.