رؤية 2030 .. الحلم يسبق موعده.

صدر التقرير السنوي لرؤية 2030 والذي أعلن بوضوح أن مستهدفاتها التي شكك فيها كثيرون ماضية في طريقها للتحقق، وأن المملكة مستمرة في رحلة التحول الشامل، محققة بذلك أعلى درجات النجاح الذي جعل من بعض المستهدفات تتحقق قبل وقتها بزمن قياسي، وبعضها الآخر يمضي في طريقه المرسوم بعناية. التقرير الذي صدر في 360 صفحة شمل العديد من المجالات: كالاقتصاد، والصحة، والتعليم، والرياضة، والاستثمار، والترفيه، والسياحة...إلخ. العنصر الأبرز في نجاح تحقيق تلك المستهدفات أنها تجري وفق مؤشرات قياس أداء عالمية ودقيقة. تصوغ أهدافها، ثم تعمل على تنفيذها وفق معايير إدارية عالية الاحتراف، يقودها سمو ولي العهد الملهم، ويعمل فيها ومعها كوادر وطنية تلقت تأهيلها في جامعات العالم، وها هي الرحلة ذات الروح الشابة توشك على الوصول، وها هي السفينة بركابها من مواطنين ومقيمين، بقيادة ماهرة خبيرة بكل أنواع التقلبات والعواصف، تكاد أن تصل، وليس الوصول سوى مسألة وقتٍ سيمضي هو الآخر. شمس رؤية 2030 قد بدأت في التبشير بأشعتها الأولى، كأنها هي الأخرى لا تطيق الانتظار. أوضح الدلائل على ذلك هي الإطلالة الهائلة والمؤثرة لشخصية الدولة في المحافل الدولية، وقوتها الدبلوماسية في التأثير، فالمملكة لم تعد مجرد دولة نفطية، ولا حتى دولة ضمن مجموعة العشرين فقط، وإنما دولة باتت ذات تأثير على الكوكب مع اللاعبين الكبار، مع الأقطاب الرئيسية لهذا العالم الذي نعيش فيه. درامية الصعود المبهر لها كدولة مؤثرة حتى على الكبار يجعل من الطبيعي أن تكون قادرة على تحقيق طموحاتها كبلد قيادةً وشعباً. ختاماً.. فالرؤية تعلن أيضاً، كما في عنوانها العريض، عن «مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح». هذه الثيمات الثلاث باتت من شدة وضوحها حكاية يومية؛ فسقف الطموح عنان السماء، والاقتصاد في أفضل حالاته، والحيوية المجتمعية تنطق بها وسائل التواصل الاجتماعي؛ فقد بات حضور السعوديين على تلك المواقع ذا طابع مميز ومليء بالحيوية، فضلاً عن «الوعي» الاجتماعي الذي بات ملحوظاً تماماً، وهذه – بالضبط – أولى تباشير المستقبل الذي سيشرق على جيل أكثر قدرة ومهارة ليكون غداً المجتمع الأول عالمياً حين يجمع حينها بين اثنتين: المعرفة الحضارية، والهوية الراسخة.