مها كلاب في أمسيتها عن العمر الأدبي والبيلوجي :
كثير من الروائيين كتبوا رواياتهم في سن متأخرة .

اليمامة ــ خاص أقام الشريك الأدبي بمكتبة صوفيا أمسية بعنوان (هل العمر مجر د أرقام؟ ) قدمتها د. مها كلاب وأدارها القاص والإعلامي هاني الحجي بدأ مدير الأمسية بطرح عدة تساؤلات هل العمر مجرد ارقام؟ الفرق بين العمر البيلوجي والأدبي؟ ماهي فلسفة العمر وأدب القياس أشارت د.مها كلاب إلى أنه في مجال الكتابة، أنتجت التغييرات العمرية عدداً من الكتب التي وجدت انتشارًا ورواجًا ، بالأخص تلك المعروفة ( بـأزمة منتصف العمر)،وهي في الأساس تتعلق بالخوف من الكهولة –لدى البعض- ومساءلة الإنسان نفسه عما أنجزه وما يأ،مل بتحقيقه، وإيقاف العمر البيلوجي لدى الأكثر تفاؤلا، وهذه الكتب التي تخرجها المطابع تناولت عمر الإنسان بكل أنواعه الأدبي والبيلوجي والنفسي والجسدي والصحي، وأضافت أهتم بعض الكتاب في رواياتهم وأدبهم بالعمر والشيخوخة مستشهدة (بتتشيخوف) الذي كان من أكثر الكتاب المهمومين بالعمر. خصوصا في قصته (القبلة) وهي واحدة من قصصه عن العمر ، حيث يتلقى ضباط فرقة مدفعية تعسكر في قرية دعوة من وجيه محلي لتناول الشاي في منزله، يصفه تشيخوف بأنه (شيخ بهي، في نحو الستين ويصف زوجته بالعجوز) وتضيف ينكل ( كاواباتا هذا بإيغوشي) في بلد يضم أكبر نسبة في العالم للمعمرين الذين يتخطون المائة بهم، لكن هذا التنكيل، لا تمكن مقارنته بالتقليد الياباني الذي خلده في رواية من رواياته، حيث يحمل الابن الأكبر والده المسن على ظهره ويتركه على قمة الجبل، ويعود هابطاً لا ينظر وراءه! الآن في التراث الياباني احتفال «يوم احترام الكبير» في الخامس عشر من سبتمبر (أيلول)، وتطرقت كلاب لأدباء نشروا أعمالهم في سن متأخرة للوصول إلى النضج الأدبي مثل الروائية الروسية (لودميلا أوليتسكايا ) نشرت أول أعمالها في سن الخمسين، وكما يقول الروائي والمفكر الكيني (نغوغي واثيونغو) وهو يحتفل بعيد ميلاده الثمانين: "ما يمكن أن يقدم تفسيرا لمثل هذه الحالة: "إن أفضل رواية هي تلك التي لم أكتبها بعد. طوال حياتي كنت أسعى لأن أكتب وأدون تلك الرواية. أتممت رواية، ثم شعرت بأنني لم أكتب الرواية التي كنت أرغب في كتابتها بالضبط. وأكدت د. مها في محاضرتها أن العمر مجرد أرقام في حسابات الزمن ، لا علاقة له بالنضج العقلي ، وإن كان أكثر الناس يتوقعون النضج كلما كبر الإنسان في عمره ، ولكن بعض الناس يكبر به العمر ولا يكبر عقله ولم ينضج، وقد يكون شابًا صغيرا يحمل عقلا أكبر من عمره ، وأكدت أن العمر الحقيقي هو العمر بالعقل و قدرة الفرد على التفكير العقلاني الناضج والعقول لا تقاس بالأعمار لأنها تتوقف على العديد من العوامل الأخرى لكن هذا لا يبرر التساهل في نشرها والتهاون في الاستشهاد بها وأشارت إلى إحصائية الأمم المتحدة، التي أشارت إلى ارتفاع متوسط أعمار البشر في الفترة بين( 1950 و2010) من 46 عاماً إلى 68. وتتوقع المنظمة الدولية أن يرتفع معدل الأعمار بنهاية هذا القرن إلى 81 عاماً. الإحصاء يشمل دول الفقر والحرب التي تدهور فيها المعدل عن معدلات عام 1950، بينما تسجل الإحصاءات الوطنية لدول الرفاه الآن متوسطات تتخطى ما تتوقع الأمم المتحدة بلوغه في نهاية القرن الحادي والعشرين. كما تطرقت إلى دراسة لجامعة كامبريدج حددت فيه سن البلوغ عند الـ18، فدماغ الإنسان لا يصل إلى مرحلة النضج الحقيقي إلا في العقد الثالث من العمر ليودّع المرء مرحلة الطفولة ويدخل عالم البالغين