في كتاب « الممارسات العصرية في الزراعة المائية » ..

مهندس سعودي يقدم حلاً للمخلفات البلاستيكية .

كان ديوانه الشعري تجارب عمر هو أول ما عرفته عنه وأعجبت بمحتواه الذي يحمل كثيرا من تجارب العمر المفيدة والنصائح الهامة رغم صغر حجمه ولكني مؤخراً بدأت في مطالعة كتبه العلمية التي لا يعرف عنها الناس شيئاً؛ فهي لا تزال في طريقها للأسواق بعد حصولها على تصاريح الطباعة ثم تصاريح التوزيع فمن يكون هذا الرجل الذي ليس وحيدا في المملكة العربية السعودية التي تشهد عصر تفجر المواهب وانطلاق الابداع؟ إنه المهندس عبيد الطوير معيوف العنزي الذي أعرّف به قبل أن أسترسل في الحديث عن إنجازاته العلمية المتمثلة في خمسة كتب موسوعية في مجالات علمية مهمة، بل يكاد يكون من بينها كتاب هو الأول في موضوعه بلغتنا العربية. تنوعت مؤلفات المهندس الطوير بين الإدارة والبيئة والسلامة المهنية، ولا يقل أي واحد منها عن الستمئة صفحة من القطع الكبير. ودعوني أعرض لكم العناوين ابتداء وهي على النحو التالي: 1 - الممارسات العصرية في الزراعة المائية. 2 - السلامة المهنية وأمن المنشآت بين النظرية والتطبيق. 3 - مكتب إدارة المشاريع. 4 - مبادئ وأساسيات إدارة المشاريع التطبيقية. ٥ـ نظام إدارة الجودة وفقا لمعايير الآيزو 9001. وعلى الرغم من أنه لا سابق عهد لي بعرض الكتب العلمية أو أدعي إجادة ذلك لأن الأمر يعتمد على التخصص. لكني سأحاول. وما سأسلّط الضوء عليه هو كتاب الممارسات العصرية في الزراعة المائية الذي يقع في 650 صفحة. وأكتفي هنا بتعريف مصطلح الزراعة المائية وهو الزراعة دون تربة وذلك بالاعتماد على محاليل عبر الري، ويمكن أن تتم الزراعة المائية في الرمل والحصى أو نشارة الخشب، وهذا بشكل عام هو التعريف أي أن الزراعة المائية تعتمد على الماء المضاف له بعض المحاليل أو المواد بدلا من الزراعة التقليدية في التربة. ويقدم الكتاب من بين المعالجات حلا لمشكلة النفايات البلاستيكية التي تحاصرنا وتضر بالبيئة والزراعة؛ حيث يقدم لنا المهندس عبيد حلا علميا يحول النفايات البلاستيكية الى وسائل لتطوير الزراعة وتنميتها بدلا مما هي مواد ضارة؛ فيرد هذه المواد إلى عناصرها الأساسية كيميائيا وفيزيائيا ثم يقدم الرؤية لكيفية استخدامها والاستفادة منها. وهذا الموضوع لم يسبق أن تم التعرض له من قبل أي عالم أو مختص عربي، وبتوسع يجعل منه موسوعة في مجاله بحيث يقع بأكثر من ستمئة صفحة من القطع الكبير مدعما بكثير من الجداول والمعادلات العلمية مترجمة إلى اللغة العربية. طبعا عرض هذه الكتب أو اقتباس بعض من محتواها أمر صعب للغاية لأنها تكاد تقدم نظريات متكاملة يصعب اجتزائها أو الاقتباس منها. انهالت كثير من العروض من دور نشر عالمية على المهندس عبيد الذي يصر أنه ما قام بتأليف هذه الكتب للتجارة وإنما لإفادة الناس والجهات المختصة كواجب وطني لا يعفي نفسه منه. إنه شخص يستحق التكريم وأدعو بصدق إلى التأمل في كتبه وتكريمه بالشكل الذي يليق بتقدير الإبداع والمبدعين. وكلمة أخيرة أهمس بها وهي طلب العفو من الرجل الكريم المهندس عبيد الطوير على كتابة هذه السطور التي قد لا تروق له دون علمه؛ لأنه لا يحرص على الظهور أو التعريف عن نفسه.