
تعد جمعية الأطفال ذوي الإعاقة أكبر جمعية خيرية على مستوى العالم تقدم الخدمات العلاجية والتأهيلية للأطفال ذوي الإعاقة، وقد جاءت فكرة إنشاء دار لرعاية الأطفال المعوقين في الرياض متوافقة مع الاهتمام المتزايد من الدولة في الارتقاء بقضية الإعاقة، ودمج هذه الفئة الغالية من أبناء الوطن في المجتمع، وتخفيف معاناة أسرهم، وذلك من خلال برامج علمية، تعتمد على دراسة الواقع، وتحليله، لتحديد المشكلات التي تواجه المعوقين، ووضع الحلول المناسبة لها. وجدت حققت الجمعية العديد من الإنجازات ونالت العديد من الجوائز، كان آخرها في العام الماضي حيث فاز صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، رئيس مجلس إدارة الجمعية، بجائزة الأميرة صيتة في ريادة العمل الخيري. أهداف الجمعية - استيعاب كافة الأطفال ذوي الإعاقة ودمجهم بشتى جوانب التنمية ومجالاتها وفرص العمل والتأهيل دون أي تميز فيما بينهم. - توزيع المستحقات وإقرار المشروعات وتنفيذ البرامج وفق مبادئ متفق عليها بمعايير وأسس منطقية تقتضي المعاملة العادلة والمنصفة لما فيه خدمة الأطفال ذوي الإعاقة والجمعيات المستحقة ذلك. - تفعيل دور المجتمع المحلي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتأكيد مشاركته في التطوير والبناء وأنشطة الجمعية. - توفير خدمات تعليمية نوعية متطورة وحديثة، ترفع من مستوى أداء الأطفال وتنمي قدراتهم. - إنشاء المراكز المتخصصة لتوفير الخدمة الشاملة للأطفال ذوي الإعاقة سواء كانت علاجية أو تعليمية أو تأهيلية، ومساندة أسرهم في التعايش مع الإعاقة وطرق التعامل معها. - القيام بدور فعال في مهمة تثقيف وتوعية المجتمع بمسببات الإعاقة وطرق الوقاية منها بقصد تكوين مواقف إيجابية للتعامل مع الإعاقة وقاية وعلاجاً وبما يمكن من الحد من انتشارها وتفادي حدوث الكثير منها وإنشاء مركز متخصص لأبحاث الإعاقة. - المساهمة في بناء قاعدة علمية لبرامج رعاية ذوي الإعاقة مـن خلال دعم البحوث والدراسات في هذا المجال. - تقديم الخدمات الطبية التأهيلية والخدمات التعليمية التأهيلية والخدمات الاجتماعية والتدريب والتطوير والتثقيف والتوعية لفئة ذوي الإعاقة. خدمات الرعاية والتأهيل تسعى الجمعية بخطى حثيثة لحصول الأطفال ذوي الإعاقة على أعلى مستوى من الخدمات المتخصصة في مجال الرعاية الشاملة لهذه الفئة الغالية من الأبناء، وذلك وفقاً للمعاييـر القياسية الدولية في مختلف مجالات العلاج والتعليم والتأهيل، يضاف إلى ذلك البرامج التأهيلية والاجتماعية النفسية والترفيهية، حيث تنقسم خدمات الجمعية إلى: أولاً الخدمات العلاجية الطبية: تقدم مراكز الجمعيـة خدمات التقييم والتشخيص والعلاج والتأهيل عبـر وحدات القسم الطبي، وتضم وحدات الاستقبال العيادات الاستشارية العلاج الطبيعي، العلاج الوظيفي، عيادات الأسنان، علاج عيوب النطق وعلل الكلام، الورشة الطبية. وتطبق داخل الأقسام العلاجية برامج مبتكرة مثل: - البدلة العلاجية: وهو أحد برامج العلاج الطبيعي لتقوية العضلات وتدريب الأطفال على الحركة. - برنامج التدخل المبكر: يستوعب هذا البرنامج الأطفال دون سن الثالثة لتقديم الخدمات التأهيلية، ويركز على تدريب الأم وتعريفها بطبيعة الإعاقة عن طفلها وطرق تلافي المضاعفات مع التدريبات المنزلية. - برنامج التأهيل المكثف: يستقبل الأطفال فوق ال 3 سنوات لمدد تتراوح من 6 أسابيع، يتم خلالها تقييم قدرات الأطفال وتقديم خدمات التأهيل التي تناسبهم، مع الحرص على تدريب الأمهات على كيفية التعامل مع الطفل. - برنامج التكامل الحسي: يستقبل هذا البرنامج الأطفال الذين لديهم اضطراب في المستقبلات الحسية، حيث يتـم تقييم الطفل من قبل المتخصصين ووضع خطة علاج لتحسين الزيادة أو النقص في التحسس عند الطفل مما يساعده على التعايش في بيئته. - الخدمة الاجتماعية: توفر مراكز الجمعية خدمات اجتماعية تشمل الطفل وأسرته وتقدم مساعدات للحالات الخاصة وفقاً للدراسات الميدانية، إلى جانب الاستشارات الطبية والنفسية للأطفال ذوي الإعاقة، وتدريب الأمهات على كيفية التعامل مع الطفل ومساعدته على اكتساب المهارات. ثانياً: خدمات الرعاية والتأهيل التربوي: - التعليم: تقدم الجمعية خدمات تعليمية للأطفال حسب أعمارهم، وتشمل المراحل التعليمية: الطفولة المبكرة والتمهيدي والابتدائي. كما تضم الأقسام التعليمية وحدات لتنمية المهارات وتكتمل جهودها بتأهيل الطفل للدمج في الحياة العامة، وتشمل البرامج التعليمية والتربوية أيضاً: - برنامج الدمج: من البرامج الرائدة التي تتبناها الجمعية وتطبقها بالتعاون مع وزارة التعليم في المدارس العامة، حيث يتم من خلال البرنامج دمج الأطفال ذوي الإعاقة في عدد من المدارس والروضات والمعاهد الفكرية، وذلك بعد اكتمال برامج التعليم والتأهيل وتخرجهم من مراكز الجمعية. - برامج الأطفال: من البرامج الرائدة في تأهيل الأطفال ذوي الإعاقة وتطوير مهاراتهم وذلك للتعامل مع بعض الأدوات التي يحتاجها في حياته اليومية، بالإضافة إلى التدريب على استخدام الأجهزة والتقنيات الحديثة في عمليات التعليم. - البرامج المساندة: تقدم مراكز الجمعية خدمات وبرامج حيوية تشمل: القرآن الكريم والحاسب الآلي والأعمال الفنية والأنشطة والرحلات والمكتبة. ثالثاً: التدريب تقدم الجمعيـة برامج التدريب والتأهيل المتخصص للعاملين في المجالات ذات العلاقـة، حـيـث يتـم تدريب الطلاب والطالبات، وكذلك منسوبي الأقسام المتخصصة في الجامعات في مجالي الرعاية والتأهيل ومنسوبي وزارة التعليم من معلمات ومعلمي التربية الخاصة والتعليم العام، بالإضافة إلى بعض الجهات التي يتطلب من منسوبيها التعامل مع ذوي الإعاقة. - برامج توعية أولياء الأمور: تقديم برامج توعوية لأولياء الأمور والأسر داخل الجمعية وخارجها، وتنفيذ برنامج توعوي تثقيفي للأمهات داخل المساكن حول كيفية التعامل مع أطفالهم بالمنازل. خدمة الرعاية المنزلية تقدم جمعية الأطفال ذوي الإعاقة الخدمات بطريقة تتميز بتلبية احتياج كل طفل حسب قدراته، مما أدى إلى إقبال شديد من الأطفال ذوي الإعاقة بمختلف نوعية إعاقتهم للالتحاق بخدمة الجمعية، وتوفر هذه الخدمة مصادر دخل إضافية للجمعية تضمن استمرار تميزها. والمناطق المتاحة في المرحلة الأولى تشمل جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة وجازان وشمال وجنوب الرياض. أما الفئات المستهدفة فهي: الشلل الدماغي بجميع أنواعه، والمتلازمات، وحالات الصلب المشقوق، والإعاقة الحركية الناجمة عن الحوادث، وتأهيل الحالات الحرجة بعد الخروج من المستشفى، وضمور العضلات، وتأهيل ما بعد الكسور وجراحات العظام. وتشمل خدمات الرعاية المنزلية: -التقييم النفسي: تطبيق المقاييس النفسية - برنامج تعديل وسلوك - توجيه وإرشاد. - الجبائر: تصميم الجبائر الصلبة والمرنة حسب حالة كل طفل. - الورشة الطبية: تنفيذ وتعديل الأجهزة البديلة والمساعدة حسب احتياج كل طفل. - العلاج الطبيعي: جلسات علاجية متكاملة لتنمية وتطوير القدرات الحركية والوظيفية مع متابعة الطفل ومدى التحسن. - العلاج الوظيفي: جلسات علاجية متكاملة للأطراف العلوية، وتعديل البيئة وتسهيل إمكانية الوصول، والتدريب على الأجهزة البديلة أو المساعدة كاستخدام الحاسب. - علاج النطق وعيوب الكلام: جلسات لعلاج مشاكل الاتصال واضطرابات الكلام مع تقديم الأهداف المنزلية والمتابعة. - جلسات تعليمية وتنمية مهارات: تقييم ومتابعة الأهداف، وتجهيز الأنشط الإدراكية لتحسين قدرات الطفل. وتكون آلية تنفيذ الخدمة عبر ثلاث مراحل: الأولى هي التقييم الأولي ويتم تنفيذه في المركز من خلال فريق متعدد التخصصات، ثم مرحلة الزيارة الأولية حيث يقوم فريق العمل بزيارة لمنزل الطفل وإجراء تقييم شامل لحالته ومدى مناسبة البيئة المنزلية والتجهيزات اللازمة لتنفيذ الجلسات المنزلية حيث يتم وضع أهداف مناسبة وخطة علاج للأسرة، ومن ثم تبدأ مرحلة الجلسات عبر زيارة الطفل في منزله وتقديم الخدمة وفق خطة العلاج المعتمدة. مركز خدمات المستفيدين أنشأت الجمعية هذا المركز بهدف تقدير مكانة الفئات المستفيدة من خدمات الجمعية من خلال تسهيل الإجراءات وتقديم الخدمات المتكاملة بأحدث الأساليب بكل كفاءة، حيث يتم التواصل مع المستفيدين من خلال الرد على استفساراتهم عبر القنوات المعتمدة، وخدمة المستفيد من موقعه حفاظاً على وقته وتقديراً لظروفه ومكانته وسرعة إنجاز خدمته. ويهتم المركز أيضاً بقياس رضا المستفيد كوسيلة لرفع جودة الخدمة المقدمة والتحسين المستمر للإجراءات، كما يسهم في نشر ثقافة جودة الخدمة بين جميع الإدارات التي تقدم خدماتها للمستفيدين داخلياً أو خارجياً، مع متابعة ومراقبة جودة الأداء للخدمات المقدمة في جميع المراكز ورفع تقارير دورية. جائزة الجمعية تبنت جمعية الأطفال ذوي الإعاقة برنامج الجائزة، والذي انطلق في دورته الأولى عام 1412هـ، وذلك بهدف التشجيع على تحقيق أهداف الجمعية عن طريق تقدير الجهود والمساهمات المتميزة المتعلقة برعاية الأطفال المعوقين، والإشادة بما حققه المعوقون المبدعون والأفراد والجهات المهتمة بقضايا الإعاقة والمعوقين وتكريمهم وإبراز إسهاماتهم ودورهم في خدمة المجتمع. تمنح الجائزة في مجالين: 1 - الخدمة الإنسانية، وتشمل الفروع التالية: • جائزة الخدمة الإنسانية للأفراد. • جائزة العمل الخيري للمؤسسات. • جائزة المشاريع المتميزة. 2 - التميز للمعوقين. جائزة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن تبنى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الجمعية، فكرة إقامة مسابقة في حفظ القرآن الكريم للأطفال ذوي الإعاقة؛ إذ يتكفل سموه بقيمة جوائزها وكل تكاليفها من ماله الخاص؛ وذلك بهدف شحذ همم هذه الفئة الغالية من المجتمع لحفظ كتاب الله العظيم وتلاوته؛ أسوةً بإخوانهم من الأطفال الأسوياء. مرت المسابقة بعدة مراحل؛ حتى جاءت انطلاقة دورتها الأولى عام 1417هـ، وفي العام الماضي اختتمت الجائزة نسختها الـ 28، ويصل إجمالي جوائزها إلى نحو 600 ألف ريال. برنامج (جرّب الكرسي) في إطار برامج التوعية بقضية الإعاقة وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي تتبناها جمعية الأطفال ذوي الإعاقة، تم طرح برنامج رائد منذ العام 1426هـ تحت اسم «جرب الكرسي» يستهدف معايشة الأصحاء للمعاناة التي يعيشها ذوو الإعاقة خلال ممارسة الحياة اليومية، في محاولة للتعرف العملي على حجم العراقيل وكيفية تذليلها حتى يتمكن الآلاف من ذوي الإعاقة من خدمة أنفسهم ومجتمعهم. ويتضمن البرنامج إقامة مضمار يمثل نماذج من المعوقات التي تواجه المعوق في حياته، حيث تتاح الفرصة للأصحاء لتجربة الكرسي المتحرك المستخدم من ذوي الإعاقة، ومحاولة تجاوز تلك العقبات، وقد استطاعت الجمعية ليس فقط تسجيل إضافة جديدة ذات أثر مباشر في الذهنية المجتمعية من خلال هذا البرنامج، بل أيضاً وضع القضية على أولويات صاحب القرار إسهاماً في صياغة تشريع جديد يضع حداً لتلك المعاناة. وشهد البرنامج منذ بدايته عام 1426هـ إقبالاً منقطع النظير، وعلى أعلى المستويات، حيث شارك فيه عدد من أصحاب السمو والمعالي، ومختلف فئات المجتمع. وانتقل خلال الفترة نفسها إلى مناطق مراكز الجمعية ومواقع أخرى في الوزارات، والجامعات، والمدارس، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وكثير من مقار أجهزة القطاعين العام والخاص، ولاقى البرنامج تفاعلاً وحماساً من المشاركين. أسهم برنامج «جرب الكرسي» في إحداث حراكٍ مجتمعيٍ أفضى إلى صدور برنامج وطني أطلق عليه «الوصول الشامل»، وتبناه مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة منذ أكثر من 11 سنة وتحديداً منذ عام 2007، وهو يدعم أكثر من ثلاثة ملايين مواطن (10% من السكان) من ذوي الإعاقة وكبار السن، وذلك بهدف دمجهم في المجتمع وتذليل كافة العقبات أمامهم لممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي؛ والتمتع بحقوقهم وتحقيق طموحاتهم وخدمة بلادهم ودمجهم في المجتمع مع أقرانهم المواطنين.